من طرف تاريخ ريال مدريد، هو تاريخ عظيم بناه رجال كانوا يهدفون لأن يجعلوا هذا النادي هو الأفضل في التاريخ، تاريخ بناه رجال سعوا لأن يكون هذا الفريق اسطوري وفريد من نوعه بمختلف تفصيلاته وجوانبه ولعلنا عندما نذكر اسم " ريال مدريد " فإنه لا يخفى على أحد المؤسس الحقيقي لهذا التاريخ العظيم وبالتحديد أقصد الدون سانتياجو برنابيو او بالأحرى " المؤسس الحقيقي لريال مدريد " فهو رجل عُـرف كثيرا بحبه لريال مدريد وذلك منذ نعومة أصابعه وحتى يوم وفاته، رجل كان مشهورا بتواضعه ونزاهته، بشجاعته ونبله، بحزمه وقوته، بحبه للآخرين وتعامله مع الآخرين كأب لهم وكرجل أهل للمسؤولية.
سانتياجو برنابيو هو النجمة الكبرى التي لن تزول يوما عن سماء مدريد، فما قام به هذا الشخص لريال مدريد وللكرة الاسبانية امر يصعب جدا نكرانه لأن وجوده كان علامة فارقة في سير حياة النادي التاريخي " ريال مدريد ". كان سانتياجو برنابيو رئيساً لـ ريال مدريد خلال 35 عام ، كان في ولايته ريال مدريد يعاني تحولاً كبيراً لـ يصبح أفضل نادي في العالم ، وبعد سنوات أعترف الأتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رسمياً بـ إنه افضل نادي في العالم ، مع سانتياغو بيرنابيو ريال مدريد حقق أفضل النتائج .
رجل ضحى بوقته وعاش متقشفاً ولكن محاطاً بحب زوجته السيدة ماري أمراة مثالية ، في عهده أصبح هناك ملايين الأشخص من جميع أنحاء العالم مدريدييون ولذلك نحن الأن نفخر بـ إسم ريال مدريد في جميع انحاء العالم . سانتياغو بيرنابيو هو من الأشخاص الكثييرين الذين أثروا في المجتمع : هو لا يزال حتى بعد ربع قرن من وفاته ذكراه نابضة في ذاكرتنا دائماً ، نستطيع أن نقول الأن أن سانتياغو بيرنابيو رسم أسلوب خاص لـ ريال مدريد ورسم طريق طويلة ومثمرة وهو كان دائماً يبحث عن قيم جديدة تضاف إلى ريال مدريد .
الكثير من هذه النتائج العظيمة التي حققها ريال مدريد كانت في عهد هذا الرئيس سانتياغو بيرنابيو ، هو كان دائماً مخلص لـ ريال مدريد ، كان هذا الشخص العظيم قد وضع الأسس التي يتبعها نادي ريال مدريد الذي جعل النادي لا ينقطع عن النجاحات ولا يفقد هيبته الدولية . محاولة تلخيص تاريخ سانتياغو بيرنابيو في عدد قليل من الأسطر مهمة صعبة ، لأنه كان في ريال مدريد : لاعب ، أمين ، مدرب ، رئيس حتى وفاته ، التحضير والعمل الجاد هي وصفة نجاحه ، لقد كان رئيسا متواضعا عاش حياته ببساطة فأنشأ فريق الاساطير ريال مدريد وعاش في نفس الوقت حياته كأي مواطن عادي. هذا الرئيس العالمي يكن كل الحب والعاطفة لـ مدريد وأسـبانيا ، حيث أنه طوال حياته دافع عن ريال مدريد ، عهد حياته لـ ريال مدريد ، وهو أحد الملايين من المدريديين الذين قاتلوا من أجل ريال مدريد حتى أخر نفس في حياته.
بدايات أسطورة في تاريخ كرة القدم
ولد الدون سانتياجو برنابيو في المانسا ( الباسيتي ) بتاريخ 8 من شهر يونيو لعام 1895، الجو الذي عاش فيه سانتياجو برنابيو ساعده لأن ينمي شخصيته ولأن يظهر في المجتمع كشخص بارز، ما ساعد سانتياجو في حياته هو عائلته، والد سانتياجو برنابيو كان له تأثير بالإضافة إلى اخوة الدون سانتياجو ( ايزابيل، خوزيه، انطونيو ومارسيلو ) والذين أثروا في حياته الكروية كثيراً.
على صعيد التعليم بدأ الدون الدراسة في مدرسة اوجوستينيانس ومن ثم انضم لمعهد سيسنيروز في مدريد حيث انهى دراسته الثانوية هناك ومن ثم تخصص في مجال المحاماة وذلك استجابة لرغبة والده المحامي القادم من فالنسيا. منذ نعومة أظافر سانتياجو وهو مهتم بلعب كرة القدم وذلك لأنه كان يرى انه أفضل طريقة لإبعاد البرود عنه في الفناء، سانتياجو برنابيو كان مرتبطا كثيرا بكرة القدم منذ طفولته حيث انه عُـرف بمهاراته في اللعب. وقد كان لإخوته الأثر الكبير في حياته الكروية حيث ان سانتياجو كان يحب اللعب حارس مرمى إلا ان اخوه مارسيلو اخبره إما ان يلعب كمهاجم او ان لا يلعب وذلك لان اخوته كان يدركون مدى المهارات الكبيرة الموجودة لدى سانتياجو وعليه بدأ سانتياجو لعب كرة القدم كمهاجم.
وفي عام 1909 قام سانتياجو بتشكيل فريق من مجموعة من الشباب عرف باسم ( جوفينال ) وقد كان سانتياجو يومها بعمر الـ 14 عاما وكانت هذه بدايات انطلاق الدون في كرة القدم.
( ملاحظة : سانتياجو برنابيو هو اللي في منتصف الصورة ويحمل الكرة )
وفي منتصف عام 1909 انضم سانتياجو برنابيو إلى فريق ريال مدريد للشباب في الوقت الذي كان فيه اخوه مارسيلو يلعب مع الفريق الأول لريال مدريد كمدافع وهنا كانت بداية العلاقة التاريخية بين سانتياجو برنابيو وريال مدريد. من المعروف ان ريال مدريد في بداياته لم يكن له ملعب محدد بل كان يلعب على مجموعة من الاراضي التي يستأجرها ليلعب عليها، وفي عام 1912 تم استئجار أرض ووقتها تبرع بيدرو باراجيس بثمن السياج الخشبي ليوضع حول الملعب، وفي ذلك الوقت كان سانتياجو من قبل المتطوعين الذين قاموا بتجهيز الملعب حيث ان سانتياجو كان كل ليلة يذهب إلى هناك لتجهيز الملعب حيث انه بنفسه قام بتحديد أرض الملعب بصبغه.
وكنتيجة لأداء اللاعب الراقي فقد أصبح من اساسيات فريق ريال مدريد، فبعمر الـ 17 عاما وبالتحديد في موسم 1912ـ1913 تمكن ان ينهي الموسم بوصفه أفضل هداف للموسم، وشيئا فشيء أصبح قائد الفريق وذلك بسبب هيبته على أرض الملعب وذلك باعتراف من قبل جميع زملاء اللاعب، كما انه في كل مباراة كان يلعب بعزيمة واصرار حتى عندما يكون الفريق خاسر. مهارته وطريقته في اللعب جعلته لاعب من طراز رفيع وذلك طوال مشواره الكروي كلاعب حتى يوم اعتزاله، ولكن وعلى الرغم من تميزه كلاعب كرة قدم إلا ان الدون سانتياجو لم يظهر مع المنتخب الإسباني حيث لم يتم استدعائه واشراكه كثيرا.
وفي عام 1927 اعتزل سانتياجو كرة القدم بشكل نهائي وذلك بعد ان خدم الكرة الاسبانية بشكل كبير وسجل لريال مدريد اكثر من 1200 هدف ليتفرغ بعد ذلك لجوانب اخرى في حياته بعد أن أدى ما عليه في الفريق الأول، ولكن من الجدير ذكره ان طوال وجود سانتياجو مع الفريق كلاعب فقد قدم الكثير للفريق وساهم في تطور مستواه، وايضا كان خير ممثل للفريق عندما خرج الفريق في رحلات للدول الاوروبية للتعرف اكثر على كرة القدم حيث كان يقدم سانتياجو اداء أعطى انطباع جيد عن الريال.
سانتياجو برنابيو والمرحلة الحرجة في تاريخ ريال مدريد
بعد الاعتزال توجه سانتياجو للعمل في مجالات متعددة في النادي الملكي، فقد تم انتخابه ليكون مندوب للفريق ومن ثم شيء فشيء أصبح مركزه في الفريق قوي إلى أن تولى تدريب الفريق على عدة فترات، حيث كان ريال مدريد يمر بعدة فترات حرجة وكان كثير التبديلات للمدربين وعليه كانت هنالك فترتين لتولي سانتياجو برنابيو للتدريب في النادي الملكي، بدأها في عام 1925 لمدة عامين حيث ترك منصبه في عام 1927 ومن ثم عاد في عام 1932 ليتولى المهمة ومن ثم في نفس العام ترك التدريب نهائيا، ليجمع بهذا بين العمل كالمدرب وايضا كمندوب وغيرها من الاعمال.
ولكن الأمر السيء في الموضوع هو ان بعد ترك سانتياجو برنابيو للتدريب بفترة قصيرة وقعت الحرب الأهلية على الاراضي الاسبانية وذلك في الفترة القائمة بين عام 1936 وعام 1939 حيث قامت الحرب بين المتطرفين الكاتالان والذين تلقوا الدعم من الاتحاد السوفيتي وبين فرانكو الطاغية والذي تلقى الدعم من المانيا وقامت على إثر هذه الحرب دمار كبير لإسبانيا...
وعندها كرة القدم في اسبانية كانت في حالة شلل تام إلى ان انتهت الحرب حيث كان الريال عندها في حالة مآساوية، فبدأت المآساة هو قيام القوات الشعبية بتعيين انفسها مسؤولة عن الفريق في فترة الحرب الأهلية ومع محاولات مسؤولي النادي في تلك الفترة للتخلص من هذا الامر وذلك بمحاولة إشراك ريال مدري باللعب في عدة بطولات إلا ان هذه المحاولات بائت بالفشل وبانتهاء الحرب الأهلية كان ريال مدريد يمر بالفترة الحرجة فعليا فكان الفريق مدمر نهائيا فملعب الفريق والذي كان يدعى بالـتشيمارتيين كان قد دُمر تماما وكان عبارة عن بقايا ملعب، كما ان مجلس ادارة الفريق اختفى فمنهم من هرب خلال الحرب ومنهم من قتل في اثناء هذه الحرب المدمرة...
كما ان لاعبي الفريق كانوا قد هربوا من الفريق نتيجة للحرب ومنهم الحارس التاريخي زامورا ولم يبقى في الفريق إلا اربعة لاعبين وهم
sauto ، kinkosesu ، bonetsuto ، rekue
كما ان كؤوس الفريق السابقة كان قد تم سرقتها وبهذا الفريق فقد لاعبيه وتراثه وملعبه أي كان في انتكاسة كبيرة جدا، بل إن ملعب التشيمارتين القديم في اثناء الحرب الاهلية تم الاستيلاء عليه وتحويله لسجن حيث دمر السجناء هذا الملعب وعلى اعقاب انتهاء الحرب الاهلية حاول ريال مدريد الانتفاض من حالة الدمار التي كان بها ولكن الظروف كانت ضد الريال، وذلك لقلة الاموال واختفاء أعمدة الفريق المختلفة كما ان الحكومة لم تتبرع لمساعدة الفريق في عملية إعادة البناء.
وعندها قام بيدرو باراجيس بإنشاء جمعية لإعادة تشييد الملعب بمساعدة سانتياجو برنابيو والذي قام بالاتصال باللاعبين والمديرين ومختلف الشخصيات لإعادة هيكلة الفريق، وبهذا نجح مجهود الجميع في إعادة تأهيل الفريق جزئيا قبل أن تفتح صفحة جديدة لريال مدريد، صفحة لم يشوبها يوما ما اية شائبة بقيادة الدون سانتياجو برنابيو.
بداية التاريخ الحديث لريال مدريد بقيادة الدون سانتياجو برنابيو
وعلى اعقاب الحالة الحرجة التي مر بها ريال مدريد تم تنصيب سانتياجو برنابيو كرئيس لريال مدريد إلى ان تستقر الامور وذلك في تاريخ 15 سبتمبر من عام 1943 ومنذ يومها وحتى يوم وفاته بقي سانتياجو برنابيو رئيس لريال مدريد.
عندما تولى سانتياجو برنابيو الرئاسة كان يوجد عنده عدة أسس أراد تحقيقها للحصول على نادي عظيم وهي كما يلي :
1ـ سعى بداية سانتياغو برنابيو إلى تكوين ادارة تنظيمية مميزة للفريق، وتميز سانتياجو بهذا وكانت ادارته افضل ادارة في اوروبا كما انه تمكن من عمل تقسيمات للفريق وتطويرها كفريق لكرة السلة وكرة اليد وغيره من الاقسام.
2ـ سعى سانتياجو برنابيو إلى استعادة التراث المفقود في المرحلة التالية لما بعد الحرب الأهلية فكانت اولى خطواته في ذلك هو تأسيس ملعب جديد للفريق عُـرف باسم التشيمارتيين الجديد والذي سمي فيما بعد باسم ملعب السنتياجو برنابيو نسبة إلى مؤسسه.
3ـ سعى سانتياجو على مستوى الرياضة إلى استعادة الالقاب والعودة لمنصات التتويج وعمل لتحقيق ذلك على جلب اللاعبين المميزين في مختلف انحاء العالم فبدأهم بالسهر الأشقر مهاجم نادي توليد الارجنتيني " ألفريدو دي ستيفانو " حيث أصرّ الدون سانتياجو على جلبه فقال " اريد ذلك اللاعب " ومن ثم ابدى اصرار كبير لجلبه وفي النهاية تمكن من جلبه، فكانت هذه بداية الخطوة لإنشاء فريق اسطوري مرّ عليه الكثير من النجوم بدأهم الدون سانتياجو بألفريدو دي ستيفانو مروراً بكل من خينتو ، مولوني ، ميجيل مونيز ، كوبا ، خوزيه ، هيكتور ريل ، بوشكاش ، أمانسيو ، بيري ، نيزير ، سانتيلانا، خوانيتو ، ستيليك ، ديل بوسكي ، كماتشو .. إلخ ...
فبدأ سانتياجو برنابيو عمله بشراء أرض لبناء ملعب التشيمارتيين الجديد في عام 1944 ولم تمضي مدة كبيرة حتى بدأت اعمال البناء
وفي تاريخ 14 من شهر ديسمبر لعام 1947 تم افتتاح الملعب رسميا وذلك بمباراة ودية بين ريال مدريد ونادي بيلننسيش البرتغالي وانتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 3ـ1 ، وقد كلف بناء الملعب 37 مليون بيزيتا وهذا كان مبلغ باهظ جدا في ظل الظروف الصعبة التي كانت تعيش فيها اسبانيا وخصوصا نادي ريال مدريد ومع هذا برنابيو أوفى بوعده وقام بتأسيس ملعب الاحلام.
وبهذا كان قد حصل ريال مدريد اخيرا على ملعب خاص به وبهذا وفر سانتياجو برنابيو أهم خطوة لحصول الفريق على الانسجام والاستقرار، فكانت هذه الخطوة الأولية للصعود على درجات السلم، ومن ثم أكمل سانتياجو برنابيو مشواره لبناء فريق عظيم كما كان يأمل فبدأ بتأسيس فريق قوي حيث بدأ بجلب اللاعبين القادرين على خدمة الفريق فكان على رأسهم كيبينج والذي أضفى على الفريق تميز كبير في الاداء، كما قام سانتياجو بضم لاعبين كبار للفريق أمثال اللاعب باهيينو وألفريدو دي ستيفانو وهيكتور ريل ومالاوني وبوشكاش وميغيل مونوز أحد كبار اساطير ريال مدريد وبهذا سانتياجو كان يحقق ثاني اهم امر للحصول على الفريق الذي اراد وذلك بتكوين فريق متكامل بوجود لاعبين كبار.
فترة الخمسينات كانت فترة ذهبية لريال مدريد في عهد سانتياجو برنابيو حيث انه فعليا كان قد اسس فريق لا يقهر وكان الريال في طريقه لجلب البطولات للفريق بعد ان غابت عنه سنين، لقد كان تخطيط سنتياجو برنابيو هو أن يصنع للفريق اسم من جديد بعدة اعمال بخلاف انشاء ملعب جديد وجلب لاعبين جدد وذلك كالحفلات التي كان يقوم بها باسم نادي ريال مدريد بمختلف المناسبات كمناسبة مرور 50 عام على إنشاء النادي حيث انه في يومها قام سانتياجو برنابيو بعمل حفلة كبيرة جدا كلفته 20 مليون بيزيتا ولقد كان مهرجان كبير بالفعل شهد اهتمام كبير من طرف الجميع.
وكنوع من تقوية الفريق وتطويره في خضم مشروع سانتياجو للحصول على فريق تاريخي، قام سانتياجو برنابيو بإجراء تعديلات على الملعب وذلك في عام 1954 حيث أصبح الملعب يتسع لقرابة 125 ألف مشجع وبهذا اصبح ملعب التشيمارتيين الجديد أكبر وأفضل الملاعبفي اوروبا، وبعد كل هذه الاعمال من قبل سانتياجو برنابيو أتى وقت الحصاد للفريق، فبدأ الفريق بتحقيق الارقام والاحصائيات الاسطورية فحقق بطولات 5 متتالية في أول 5 نسخ من بطولة دوري أبطال اوروبا
( صورة عندما تسلم لاعبوا الريال كأس بطولة دوري أبطال اوروبا عام 1957 )
وكنتيجة طبيعية لمجهودات سانتياجو برنابيو والتي قدمها للفريق وخصوصا في موضوع الملعب فقد اجمع اعضاء إدارة الفريق بتغيير اسم الملعب إلى ملعب " سانتياجو برنابيو " كأقل تقدير من النادي لهذا الشخص العظيم والذي بنى مجد الريال في زمن قصير جدا. كما عاد ريال مدريد في عهد سانتياجو برنابيو لإحراز البطولات المحلية والاقليمية كالدوري المحلي والذي حققه ريال مدريد في عهد سانتياجو برنابيو بعد غياب ما يزيد على عشرين عاما وكأس الملك واصبح يحقق الالقاب بالجملة كتحقيقه لكأس الدوري المحلي وكأس الملك في بعض الفترات وكتحقيقه لبطولة دوري الأبطال في بعض الفترات بشكل متتابع.
وكنتيجة لكل أعمال الدون سانتياجو برنابيو منذ بداية تعيينه كرئيس لريال مدريد تم الاتفاق على منحه لقب " الرئيس الفخري والتاريخي لريال مدريد" وهكذا واصل سانتياجو مشواره المتألق مع ريال مدريد كرئيس، حيث ان خططه التي وضعها تحققت بالفعل وأتت بثمارها للنادي الملكي وبتطبيق هذا الخطط كان ريال مدريد بارز بشكل كبير على الساحة المحلية ولذلك الدون سانتياجو برنابيو كان يريد أن يصل بفريقه إلى ما هو أفضل من الدوري المحلي، وعليه تقدم الدون فكرة عمل بطولة بين أبطال مختلف الدوريات، الكثيرون اعتبروا هذا جنون وهراء إلا انه لقيت هذه الفكرة دعم الصحفي إكويب غابرييل هانوت والذي اعطة لفكرة الدون تغطية دولية، حيث تم رسميا التوصل إلى اتفاقية بين الدون سانتياغو مع المسؤولين في فندق في العاصمة الفرنسية باريس وبهذا تم رسميا الاتفاق على إقامة هذه البطولة التاريخية حيث حظيت هذه الفكرة ترحيب من إتحاد كرة القدم الاوروبي كما حظيت الفكرة بتأييد الفرق الاوروبية وبهذا بدأت المسابقة في عام 1956 حيث تمكن الريال من الفوز بأول لقب في البطولة، كما حقق فيها ارقام تاريخية أولا بإحراز 5 بطولات متتالية في عهد سانتياجو برنابيو وبشكل عام الريال يعتبر محط الارقام القياسية في تاريخ هذه البطولة بإحراز 9 بطولات.
الدون سانتياجو برنابيو كان له شخصية عظيمة، فقد كان كالأب الروحي للإتحاد الاوروبي على الرغم من ان العلاقات في البداية لم تكن جيدة معهم خصوصا ان ريال مدريد في فترة من الفترات كان يعاني من ظلم التحكيم وخصوصا في دوري أبطال اوروبا لعام 1960 عندما تم إلغاء 4 اهداف صحيحة لريال مريد ولم يحتسب ضربة جزاء صحيحة للريال ووقتها جن جنون سانتياجو لما حصل، كما ان الدون كان رجل محبوب ومشهور كثيرا في اسبانيا حيث ان شعبيته في اسبانيا كانت كبيرة جدا، ولكن وعلى الرغم من كل هذا الجاه إلا ان الدون استمر في خدمة ريال مدريد، وكان الدون يتاقضى مبلغ من ريال مدريد مقابل عمله حيث كان ياخذ منه جزء صغير بينما كان يعطي الباقي لمن يعملون معه كالصحفيين الذين كانوا مرآة للدون سانتياجو برنابيو.
إن شخصية الدون سانتياجو برنابيو هي التي اكسبته كل هذه الشهرة، فالتاريخ يروي لنا عن شخص رئيس لنادي هو الافضل في العالم في ذلك الوقت ومع هذا كان متواضع جدا، بل إنه كان يحضر الاستقبالات المختلفة ببدلته العادية ولهذا في احدى المرات قرر المدراء التنفيذيون إهدائه بدلة في يوم عيد ميلاده على الرغم من انه كان يمتلك ثروة كبيرة جدا.
لم تكن طوال هذه الفترة علاقات سانتياجو طيبة مع الحكومة الاسبانية المتمثلة بفرانكو بل كانت العلاقات سيئة جدا مع الحكومة المتمثلة بفرانكو واعوانه فقد كان يرفض سانتياجو برنابيو خلط الرياضة بالسياسة وكان يعتبرها كصعوبة اختلاط الماء بالزيت،، بل إن مشاكله الكثيرة مع السياسيين التابعين لفرانكو أدت إلى تلقيه الكثير من التهديدات بإقالته من منصبه ولكن سانتياجو كان يحظى بشعبية كبيرة،، بل إن سانتياجو في إحدى المرات كاد ان يُـقتل من قبل أحد معاوني فرانكو واسمه ميلان والذي اراد في احدى المرات حضور مباراة لريال مدريد فمنعه سانتياجو من ذلك هو وثلته فقام ميلان بتهديده بالقتل لولا التدخل من قبل السيد مونوز جراند والذي انهى الخلاف.. ولكن ومع كل هذا لم يتأثر سانتياجو برنابيو وساهم بشكل كبير في صنع نادي هو الافضل في تاريخ كرة القدم.
في عهد سانتياجو برنابيو عاش ريال مدريد أفضل حالاته طوال تاريخه، فارقامه القياسية المحلية والاوروبية والعالمية وصلت اصدائها لكل انحاء العالم، ففي عهد الدون سانتياجو برنابيو كان ريال مدريد أول فريق اوروبي يفوز ببطولة أمم اوروبا واول فريق عالمي يفوز ببطولة كأس القارات ، وحتى على الصعيد المحلي حطم الارقام القياسية فكان أكثر الاندية إحرازا للبطولة المحلية، كما انه كان اول فريق اسباني يفوز ب5 بطولات متتالية بالدوري وذلك في مرحلتين منفصلتين وذلك في بداية الستينيات من القرن الماضي وايضا في بداية الثمانينات .
وفي نهاية الامر وبعد عشرات السنين في خدمة ريال مدريد تأكد للأطباء أن الدون يعاني من سرطان في الكبد، حيث نصحوه بأن يرتاح ولكنه أبى وواصل عمله مع ريال مدريد، وعلى الرغم من تكتم الاطباء حول حالته المرضية وذلك بعمل اجراءات وقائية كثيرة له إلا انه بالنهاية قامت الشرطة بنقل الخبر في الصحف في سبق صحفي وبهذا انتشر خبر مرضه بين الناس، ومع هذا تحدى الدون الصعاب واراد توديع الناس وتوديع النادي الذي قضى فيه حياته فخرج في احدى المرات إلى الملعب وألقى التحية على الناس من منصة الملعب الذي يحمل اسمه وقد كان وجهه شاحبا ومتأثرا كثيرا بالمرض، فانصدم الجمهور الذي بلغ عدده 120 ألف بوجود الدون رغم المرض فانفجروا جميعا بالتصفيق والبكاء للرجل الذي رسم البهجة على وجوههم في الوقت الذي كان يواجه فيه الدون سانتياجو صعوبة حتى في الوقوف على قدميه وقد كان المدراء بالكاد يستطيعون إيقاف دموعهم.
ولم تمضي خمسة أيام على هذا الموسم حتى انتشر خبر موت الدون سنتياجو برنابيو وذلك في شهر يونيو من عام 1978 حيث توجه أكثر من 100 ألف شخص إلى بيته وقاموا بعمل موكب له ومن ثم أخذوه للملعب الذي يحمل اسمه لإلقاء النظرة الاخيرة ومن ثم تم دفنه.
وعم خبر موته جميع انحاء العالم حيث خيم عليه الحزن كثيرا، بل إنه في اليوم الافتتاحي لبطولة كأس العالم في تلك السنة تم الوقوف لحظة حداد على وفاته في جميع المباريات وذلك تقديرا للرئيس الأعظم في تاريخ كرة القدم حيث لم يسبق أن ظهر له مثيل من قبل. وبهذا انتهت قصة رجل اسطورة، قضى ما يزيد على 65 عاما وهو في خدمة ريال مدريد كلاعب وكمدرب وكادراي وكرئيس وجعل من ريال مدريد نادي اسطوري، بل جعله أفضل نادي في التاريخ في سجلات الفيفا.
مسيرة الرئيس سانتياجو برنابيو كانت مكللة بالنجاح، فقد تمكن في النهاية من تحقيق إنجاز تاريخي مع ريال مدريد وذلك بتحقيق ألقاب كثيرة كانت سبباً مباشراً ورئيسيا في وصول ريال مدريد حاليا إلى تاريخه العريق الذي تسعى كل الاندية الكبرى في اوروبا ان تصل إليه، وبهذا يتضح ان خطط سانتياجو كلها كانت ناجحة فقد سعى منذ اول يوم لها لبناء فريق عظيم فبدأ بتطبيق الخطط التي كان يسعى لها شيء فشيء حتى تمكن في النهاية من الحصول على متحف تاريخي يحوي عشرات الألقاب وتمكن في النهاية من الحصول على أرقام قياسية مسجلة في السجلات التاريخية لكأس الاتحاد الاوروبي.
تمكن ريال مدريد من احراز 6 بطولات اوروبية وبطولة كأس القارات في عهد سنتياغو برنابيو، كما ان الفريق في عهد سانتياجو برنابيو الرئيس حقق ارقام كبيرة جدا، فقد حقق الفريق 49 هدف في 58 مباراة وهذا رقم كبير جداً. وهكذا انتهت حياة سانتياجو برنابيو بحصيلة رائعة جدا مع ريال مدريد، حيث انه بنى وحصل على فريق أسطوري مرّ عليه أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، وحطم مع الفريق انجازات عظيمة لم يفعلها رئيس سواه في مختلف الاندية،،
وبهذا مات سانتياجو برنابيو بعد ان حصل مع نادي ريال مدريد لكرة القدم 16 لقب في الدوري الاسباني بالإضافة لـ 6 ألقاب في دوري أبطال اوروبا وايضا 6 ألقاب في كأس اسبانيا وكأس العالم للاندية وايضا هذا بخلاف ألقاب كثيرة جدا في مختلف المسابقات المتعددة،، وهذا أيضا بخلاف ما حققه مع نادي ريال مدريد لكرة السلة وذلك بتحقيقه 19 بطولة في كرة السلة و18 لقب في بطولة كأس اسبانيا و6 بطولات في دوري الأبطال الاوروبي وهذا كله بخلاف البطولات الاخرى .
في عهد سانتياجو برنابيو عاش الريال عصر من " الحصريات " فكانت له الاسبقية في عمل العديد من الأمور لصالح الريال والتي افادت الريال كثيرا وتطورت بمرور الزمن، فمما يمكن ذكره هو ما حصل في عام 1963 عندما تم افتتاح مجمع " Ciudad Deportiva " ، وهو مجمع رياضي بهدف حماية النجوم الواعدين وتنشئتهم ليكونوا مستقبل ريال مدريد .
أيضا ريال مدريد في عهد الدون سانتياجو برنابيو كان أول فريق إسباني يضع الأرقام على قمصانه، ففي الـ تشرين الثاني / نوفمبر 1947 في مبارة ضد أتلتيكو مدريد على ملعب ميتروبوليتانو وضع لأول مرة في اسبانيا الارقام على قمصانه وذلك على أعقاب فكـرة بابلو هرنانديز كورونادو . أعجب الإتحـاد الإسباني بالفكرة وقرر في سنة 1948 بأنه يجب على كل فريق وضع أرقاماً على قمصانهم بين 2-11 . مرة أخرى كان ريال مدريد ملهم الكرة الإسبـانية .
أيضا في 18 اذار / مارس 1957 أصبح ريال مدريد يمتلك أقوى نظام إضاءه لملعبه في العالم، حيث قام النـادي بتجديد نظـام الإضائة الصناعية الموجودة في استاد سانتياجو برنابيو وكانت أول مبـارة تلعب بوجود نظام الإضائة الجديد أمام الفريق البرازيلي " ريسيفي " . 480 مصباح أعطـوا شدة إضائة تعادل 1500 لوكس وهو أقوى نظـام أضائي في العالم , متفوقاً على ملعب الأمراء في باريس " 130 " لوكس , وملعب ويمبلي القديم " 140 لوكس " وملعب برشـلونة لاس كورتـس " 350 لوكس " . 70 ألف متفـرج رأوا كيف هـزم ريال مدريد فريق ريسيفي بنتيجة 5-3 بوجود نظـام الأضـائة الجديد .
أيضا كان ريال مدريد من الروائد في فكرة عمل مدينة رياضية للفريق، ففي عـام 1956 بدأ المهندس اسيمبي بإنشاء أول مدينة رياضية لريـال مدريد . المدينة افتتحت رسمياً بعد سبـع سنوات بفضل نائب رئيس ريال مدريد آنذاك السيد الفارو بوستامانتي الذي قام بتوميـل الفكرة . تم اللإفتتاح في 18 ايار / مايو 1963 حيث تم أقامة مهرجان ريـاضي كبير كجزء من الإفتتاح .
شخصية سانتياجو برنابيو كانت متعددة الجوانب، فبخلاف شخصيته العظيمة كرئيس لريال مدريد فهو ايضا شخص مثقف ومتعلمة فهو كان يحب اللغات ويحب المطالعة، وهذه الامور جعلته لأن يقوم بعدة امور افادت الفريق وجمهوره كثيرا، ففي عام 1950 مثلا قرر عمل منشورات ( او بالاحرى مجلة ) عن ريال مدريد حيث كانت تحتوي على العديد من المعلومات عن ريال مدريد فكانت هذه الفكرة مهمة لتكون صلة بين الفريق والجمهور، وكانت من اقوال سانتياجو المنشورة على غلاف هذه المنشورات ما يلي...
" أتمنى الكثير من النجاح لموظفي نشرة المدريديستا .. مجموعة نصائح بسيطة من رجل عجوز : عامل أصدقائك بطريقة جيدة لكن،
عامل أعدائك بطريقة أفضل .. عناق كبير إلى كل المدريديستا " وبهذا يتضح كيف ان الدون سانتياجو كان دائما يتعامل وكأنه اب للجميع، كمرشد للجمهور وكأب للفريق وكعامل رائع في الفريق،
وأيضا عُـرف سانتياجو برنابيو بحزمه الكبير وخصوصا في المواقف الصعبة، فقد بدأها بعد توليه للرئاسة في ريال مدريد فورا فعندما تولى الرئاسة أول ما قرره هو انشاء ملعب جديد للفريق، في ذلك الوقت اعتقده البعض مجنونا نظرا للاحوال الاقتصادية الصعبة بالاضافة إلى ان عمل ذلك كان عبارة عن حلم للجميع منذ زمن، ولكن برنابيو وقتها اتخذ موقفا حزما وقال " نحن نحتاج إلى ملعب عظيم وسنحقق هذا " وبإصرار سانتياجو برنابيو تحقق هذا الحلم.
أيضا تمثل هذا الحزم كسبب رئيسي في إبرام العديد من الصفقات المهمة لريال مدريد مع أبرز اللاعبين كدي ستيفانو والذي كان هنالك العديد من الاندية التي تريد التعاقد معه وابرزها برشلونة ولكن الريال استغل تواجد دي ستيفانو في مدريد بمناسبة مرور 50 عامم على تأسياس الريال للتوقيع معه رسميا بعد إصرار كبير من دي ستيفانو للتعاقد معه وبهذا شهد هجوم الريال نقلة نوعية بتواجد هذا الاسطورة،
كما شهد نقلة نوعية بالتعاقد مع المهاجم الرائع أمانسيو والذي كان انتقاله لريال مدريد صعب للغاية من ديبورتيفو، حيث ان الريال كان قد رصد 10 مليون جنيه للتعاقد مع امانسيو، وفي احدى المرات اتصل المفاوض المدريدي مع سانتياغو بيرنابيو رئيس النادي عندما كان في إجازته سانتا باولو وقال ان العملية قد توقفت وقد طلب منه الرئيس المحاولة من جديد ولكن مع الاستمرار في المفاوضات الوضع لم يتغير ولكن سانتياغو بيرنابيو أصرّ على الصفقة وقال " أمانسيو سوف يلعب لـ ريال مدريد ، أنتهى " وبالفعل كان له ما اراد في النهاية.
ما قدمه سانتياجو برنابيو لكرة القدم الاسبانية او حتى الاوروبية كان شيئا عظيما من هذا الرجل الاسطورة لهذا كان امرا طبيعيا ان يلقى سانتياجو برنابيو التقدير الكبير وخصوصا من اسبانية نظرا لما قدمه هذا الشخص من امور كثيرة ساهمت في تطوير الكرة الاسبانية، ولهذا تم تكريم الدون في العديد من المناسبات ففي مارس 1978 حصل على الميدالية الذهبية الملكية والإتحاد الأسباني من قبل رئيس الإتحاد أنذاك باول بورتا ، في أبريل من عام 1978 قبل نهائي الكوبا ديل ري التي لعبت في ملعب سانتياغو بيرنابيو ، برشلونة ويونيون ديبورتيفو لاس بالماس ، حصل سانتياغو بيرنابيو على الميدالية الذهبية الميرتا ديبورتيفو من قبل الرئيس خوان كارلوس ، ومن ثم سلم وزير الثقافة بيو كابلايناس سلم سانتياغو بيرنابيو وسام الجدارة الرياضية الذهبية بالاضافة منح شخصية سانتياجو برنابيو وسام الاستحقاق من الاتحاد الدولي لكرة القدم وذلك في عام 2002 تقديرا لجهوده العظيمة..
واليوم يصل ريال مدريد لقمة الهرم وذلك بفضل مجهودات سانتياجو برنابيو والتي قدمها في الوقت الذي كان فيه ريال مدريد بحاجة لشخص قوي قادر على مساعدة الفريق، فبدأها سانتياجو ببناء الملعب التاريخي الاول من نوعه في المنقطة " التشيمارتيين " واما النهاية فتبدو بعيدة إلى ان يرث الله الارض وما عليها، فالريال منذ بداية تاريخه الحديث بتولي سانتياجو برنابيو الرئاسة في بداية الاربعينات من القرن الماضي ولغاية اليوم ما يزال يتميز ويتربع على عرش كرة القدم.
فمنذ رحيل سانتياجو برنابيو عن الريال ولغاية اليوم الفريق مستمر في مشوار جلب البطولات، حيث انه حقق ما يزيد على 30 بطولة حيث حقق الريال 12 لقب في الدوري المحلي و4 بطولات في كأس الملك و3 بطولات في دوري الأبطال ولقبين في كأس العالم للاندية ولقبين في كأس الاتحاد الاوروبي ولقب في كأس السوبر الاوروبي و7 ألقاب في كأس السوبر الإسبانية وغيرها من الالقاب.
كما ان ريال مدريد يصل اليوم وهو لديه جوهرة أخى من جواهر سانتياجو برنابيو وهو الملعب التاريخي " سانتياجو برنابيو " والذي تم تسميته على اسم الرئيس التاريخي سانتياجو برنابيو نظرا لمجهوداته التي قدمها للريال وباعتباره ايضا باني هذا الصرح العظيم بإصرار كبير منه رغم الظروف الصعبة التي كان يعاني منها الريال على اعقاب الحرب الاهلية في اسبانيا.
واليوم يعتبر هذا الملعب واحد من أفضل الملاعب في العالم كلها نظرا لما يتميز به سواء من تنظيم او جمال حيث انه اخيرا تم اعتباره ملعب خمس نجوم وبهذا دخل قائمة أميز الملاعب العالمية بل إنه يعتبر متحف لكل من يزور العاصمة مدريد باعتباره سبب كبير في السياحة على مدريد، كيف ولا وهو من أبرز معالم النادي التاريخي ريال مدريد.
كانت من أقوال سانتياجو برنابيو هو هل ان ريال مدريد سيصل لعام 2002 ..!!
في عام 1977 و خلال الذكرى الـ 75 لـ تأسيس النادي قال سانتياغو برنابيو" حتى سنة 2002 ... لا أذكر الإحتفال الفضي لـ ذكرى تأسيس النادي لكنني أتذكر في عام 1952 حين كان موعد الإحتفال لـ الذكرى الخمسين لـ تأسيس النادي كانت هناك المباريات و الأحداث و أعتقد أننا حققنا نجاحا كبيرا سواء على الساحة الرياضية أو على الساحة الشخصية ، أتذكر ملايين المباريات و كـ أنها جرت البارحة ، أتذكر مباراتنا مع الكولومبيين حين قال لي مدربهم أنت جيد و في تلك المباراة تقدموا علينا 4-0 و شاهدت حينها دي ستيفانو يجري بـ سرعة مسافة 60 متر حتى يلحق بـ الكرة و قلت لـ الرئيس النادي ألفونسو لكنه قال لي أنه لا يستطيع جلبه الآن و خسرنا اللقاء 4-2 ، أنا الآن في الذكرى الـ 75 لـ تأسيس النادي و لكن بـ سبب سني لن أصل إلى الـ 100 عام و قد يكون هذا صعبا و لا أستطيع أن أنهي كلامي بدون شكر جميع المدراء و الموظفين و الأعضاء لـ مشاركتهم "
وها هو ريال مدريد يتخطى 2002 ويصل لعام 2008 بمرور أكثر من قرن على تأسيسه وبعد ان شهد نقلة نوعية في عهد الاسطورة سانتياجو برنابيو، وبهذا تحقق حلم برنابيو بالوصول لعام 2002 ولكن ما أجمل ان يصبح الحلم حقيقة ويصبح الحقيقة ولا أجمل الاحلام، ربما سانتياجو برنابيو عندما كان يخدم الريال تلك الخدمات الجليلة لم يكن يتوقع ان يصل ريال مدريد لما وصل إليه حاليا ولكنه على الاقل كان يريده ان يكون الافضل عالميا وهذا ما حصل عليه، اليوم يصل ريال مدريد لعام 2008 وهو حائز على لقب نادي القرن ولقب أفضل نادي في التاريخ وهو لقب منحته الفيفا للريال، ايضا يصل لهذا العام وهو سيّد البطولات الاوروبية بـ 9 ألقاب وسيّد البطولة المحلية بـ 30 دوري والقادم أعظم.
فشكراً سانتياجو برنابيو على ما قدمته للريال رغم ان الشكر انتقاص من كيفية شكرك لمعروفك لريال مدريد.
وكنوع من الشكر والتقدير له من قبل نادي ريال مدريد تم عمل مسابقة بدأت منذ بضعة سنين باسم بطولة " سانتياجو برنابيو " وفي كل مرة كان يتم فيها لعب المباراة بين ريال مدريد ونادي مختلف وفي النهاية يتم تكريم الفائز بالبطولة بكأس " سانتياجو برنابيو " تكريما للاسطورة التاريخية التي لن تتكرر بوفائها وما قدمته لريال مدريد.
سانتياجو برنابيو هو النجمة الكبرى التي لن تزول يوما عن سماء مدريد، فما قام به هذا الشخص لريال مدريد وللكرة الاسبانية امر يصعب جدا نكرانه لأن وجوده كان علامة فارقة في سير حياة النادي التاريخي " ريال مدريد ". كان سانتياجو برنابيو رئيساً لـ ريال مدريد خلال 35 عام ، كان في ولايته ريال مدريد يعاني تحولاً كبيراً لـ يصبح أفضل نادي في العالم ، وبعد سنوات أعترف الأتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رسمياً بـ إنه افضل نادي في العالم ، مع سانتياغو بيرنابيو ريال مدريد حقق أفضل النتائج .
رجل ضحى بوقته وعاش متقشفاً ولكن محاطاً بحب زوجته السيدة ماري أمراة مثالية ، في عهده أصبح هناك ملايين الأشخص من جميع أنحاء العالم مدريدييون ولذلك نحن الأن نفخر بـ إسم ريال مدريد في جميع انحاء العالم . سانتياغو بيرنابيو هو من الأشخاص الكثييرين الذين أثروا في المجتمع : هو لا يزال حتى بعد ربع قرن من وفاته ذكراه نابضة في ذاكرتنا دائماً ، نستطيع أن نقول الأن أن سانتياغو بيرنابيو رسم أسلوب خاص لـ ريال مدريد ورسم طريق طويلة ومثمرة وهو كان دائماً يبحث عن قيم جديدة تضاف إلى ريال مدريد .
الكثير من هذه النتائج العظيمة التي حققها ريال مدريد كانت في عهد هذا الرئيس سانتياغو بيرنابيو ، هو كان دائماً مخلص لـ ريال مدريد ، كان هذا الشخص العظيم قد وضع الأسس التي يتبعها نادي ريال مدريد الذي جعل النادي لا ينقطع عن النجاحات ولا يفقد هيبته الدولية . محاولة تلخيص تاريخ سانتياغو بيرنابيو في عدد قليل من الأسطر مهمة صعبة ، لأنه كان في ريال مدريد : لاعب ، أمين ، مدرب ، رئيس حتى وفاته ، التحضير والعمل الجاد هي وصفة نجاحه ، لقد كان رئيسا متواضعا عاش حياته ببساطة فأنشأ فريق الاساطير ريال مدريد وعاش في نفس الوقت حياته كأي مواطن عادي. هذا الرئيس العالمي يكن كل الحب والعاطفة لـ مدريد وأسـبانيا ، حيث أنه طوال حياته دافع عن ريال مدريد ، عهد حياته لـ ريال مدريد ، وهو أحد الملايين من المدريديين الذين قاتلوا من أجل ريال مدريد حتى أخر نفس في حياته.
بدايات أسطورة في تاريخ كرة القدم
ولد الدون سانتياجو برنابيو في المانسا ( الباسيتي ) بتاريخ 8 من شهر يونيو لعام 1895، الجو الذي عاش فيه سانتياجو برنابيو ساعده لأن ينمي شخصيته ولأن يظهر في المجتمع كشخص بارز، ما ساعد سانتياجو في حياته هو عائلته، والد سانتياجو برنابيو كان له تأثير بالإضافة إلى اخوة الدون سانتياجو ( ايزابيل، خوزيه، انطونيو ومارسيلو ) والذين أثروا في حياته الكروية كثيراً.
على صعيد التعليم بدأ الدون الدراسة في مدرسة اوجوستينيانس ومن ثم انضم لمعهد سيسنيروز في مدريد حيث انهى دراسته الثانوية هناك ومن ثم تخصص في مجال المحاماة وذلك استجابة لرغبة والده المحامي القادم من فالنسيا. منذ نعومة أظافر سانتياجو وهو مهتم بلعب كرة القدم وذلك لأنه كان يرى انه أفضل طريقة لإبعاد البرود عنه في الفناء، سانتياجو برنابيو كان مرتبطا كثيرا بكرة القدم منذ طفولته حيث انه عُـرف بمهاراته في اللعب. وقد كان لإخوته الأثر الكبير في حياته الكروية حيث ان سانتياجو كان يحب اللعب حارس مرمى إلا ان اخوه مارسيلو اخبره إما ان يلعب كمهاجم او ان لا يلعب وذلك لان اخوته كان يدركون مدى المهارات الكبيرة الموجودة لدى سانتياجو وعليه بدأ سانتياجو لعب كرة القدم كمهاجم.
وفي عام 1909 قام سانتياجو بتشكيل فريق من مجموعة من الشباب عرف باسم ( جوفينال ) وقد كان سانتياجو يومها بعمر الـ 14 عاما وكانت هذه بدايات انطلاق الدون في كرة القدم.
( ملاحظة : سانتياجو برنابيو هو اللي في منتصف الصورة ويحمل الكرة )
وفي منتصف عام 1909 انضم سانتياجو برنابيو إلى فريق ريال مدريد للشباب في الوقت الذي كان فيه اخوه مارسيلو يلعب مع الفريق الأول لريال مدريد كمدافع وهنا كانت بداية العلاقة التاريخية بين سانتياجو برنابيو وريال مدريد. من المعروف ان ريال مدريد في بداياته لم يكن له ملعب محدد بل كان يلعب على مجموعة من الاراضي التي يستأجرها ليلعب عليها، وفي عام 1912 تم استئجار أرض ووقتها تبرع بيدرو باراجيس بثمن السياج الخشبي ليوضع حول الملعب، وفي ذلك الوقت كان سانتياجو من قبل المتطوعين الذين قاموا بتجهيز الملعب حيث ان سانتياجو كان كل ليلة يذهب إلى هناك لتجهيز الملعب حيث انه بنفسه قام بتحديد أرض الملعب بصبغه.
وكنتيجة لأداء اللاعب الراقي فقد أصبح من اساسيات فريق ريال مدريد، فبعمر الـ 17 عاما وبالتحديد في موسم 1912ـ1913 تمكن ان ينهي الموسم بوصفه أفضل هداف للموسم، وشيئا فشيء أصبح قائد الفريق وذلك بسبب هيبته على أرض الملعب وذلك باعتراف من قبل جميع زملاء اللاعب، كما انه في كل مباراة كان يلعب بعزيمة واصرار حتى عندما يكون الفريق خاسر. مهارته وطريقته في اللعب جعلته لاعب من طراز رفيع وذلك طوال مشواره الكروي كلاعب حتى يوم اعتزاله، ولكن وعلى الرغم من تميزه كلاعب كرة قدم إلا ان الدون سانتياجو لم يظهر مع المنتخب الإسباني حيث لم يتم استدعائه واشراكه كثيرا.
وفي عام 1927 اعتزل سانتياجو كرة القدم بشكل نهائي وذلك بعد ان خدم الكرة الاسبانية بشكل كبير وسجل لريال مدريد اكثر من 1200 هدف ليتفرغ بعد ذلك لجوانب اخرى في حياته بعد أن أدى ما عليه في الفريق الأول، ولكن من الجدير ذكره ان طوال وجود سانتياجو مع الفريق كلاعب فقد قدم الكثير للفريق وساهم في تطور مستواه، وايضا كان خير ممثل للفريق عندما خرج الفريق في رحلات للدول الاوروبية للتعرف اكثر على كرة القدم حيث كان يقدم سانتياجو اداء أعطى انطباع جيد عن الريال.
سانتياجو برنابيو والمرحلة الحرجة في تاريخ ريال مدريد
بعد الاعتزال توجه سانتياجو للعمل في مجالات متعددة في النادي الملكي، فقد تم انتخابه ليكون مندوب للفريق ومن ثم شيء فشيء أصبح مركزه في الفريق قوي إلى أن تولى تدريب الفريق على عدة فترات، حيث كان ريال مدريد يمر بعدة فترات حرجة وكان كثير التبديلات للمدربين وعليه كانت هنالك فترتين لتولي سانتياجو برنابيو للتدريب في النادي الملكي، بدأها في عام 1925 لمدة عامين حيث ترك منصبه في عام 1927 ومن ثم عاد في عام 1932 ليتولى المهمة ومن ثم في نفس العام ترك التدريب نهائيا، ليجمع بهذا بين العمل كالمدرب وايضا كمندوب وغيرها من الاعمال.
ولكن الأمر السيء في الموضوع هو ان بعد ترك سانتياجو برنابيو للتدريب بفترة قصيرة وقعت الحرب الأهلية على الاراضي الاسبانية وذلك في الفترة القائمة بين عام 1936 وعام 1939 حيث قامت الحرب بين المتطرفين الكاتالان والذين تلقوا الدعم من الاتحاد السوفيتي وبين فرانكو الطاغية والذي تلقى الدعم من المانيا وقامت على إثر هذه الحرب دمار كبير لإسبانيا...
وعندها كرة القدم في اسبانية كانت في حالة شلل تام إلى ان انتهت الحرب حيث كان الريال عندها في حالة مآساوية، فبدأت المآساة هو قيام القوات الشعبية بتعيين انفسها مسؤولة عن الفريق في فترة الحرب الأهلية ومع محاولات مسؤولي النادي في تلك الفترة للتخلص من هذا الامر وذلك بمحاولة إشراك ريال مدري باللعب في عدة بطولات إلا ان هذه المحاولات بائت بالفشل وبانتهاء الحرب الأهلية كان ريال مدريد يمر بالفترة الحرجة فعليا فكان الفريق مدمر نهائيا فملعب الفريق والذي كان يدعى بالـتشيمارتيين كان قد دُمر تماما وكان عبارة عن بقايا ملعب، كما ان مجلس ادارة الفريق اختفى فمنهم من هرب خلال الحرب ومنهم من قتل في اثناء هذه الحرب المدمرة...
كما ان لاعبي الفريق كانوا قد هربوا من الفريق نتيجة للحرب ومنهم الحارس التاريخي زامورا ولم يبقى في الفريق إلا اربعة لاعبين وهم
sauto ، kinkosesu ، bonetsuto ، rekue
كما ان كؤوس الفريق السابقة كان قد تم سرقتها وبهذا الفريق فقد لاعبيه وتراثه وملعبه أي كان في انتكاسة كبيرة جدا، بل إن ملعب التشيمارتين القديم في اثناء الحرب الاهلية تم الاستيلاء عليه وتحويله لسجن حيث دمر السجناء هذا الملعب وعلى اعقاب انتهاء الحرب الاهلية حاول ريال مدريد الانتفاض من حالة الدمار التي كان بها ولكن الظروف كانت ضد الريال، وذلك لقلة الاموال واختفاء أعمدة الفريق المختلفة كما ان الحكومة لم تتبرع لمساعدة الفريق في عملية إعادة البناء.
وعندها قام بيدرو باراجيس بإنشاء جمعية لإعادة تشييد الملعب بمساعدة سانتياجو برنابيو والذي قام بالاتصال باللاعبين والمديرين ومختلف الشخصيات لإعادة هيكلة الفريق، وبهذا نجح مجهود الجميع في إعادة تأهيل الفريق جزئيا قبل أن تفتح صفحة جديدة لريال مدريد، صفحة لم يشوبها يوما ما اية شائبة بقيادة الدون سانتياجو برنابيو.
بداية التاريخ الحديث لريال مدريد بقيادة الدون سانتياجو برنابيو
وعلى اعقاب الحالة الحرجة التي مر بها ريال مدريد تم تنصيب سانتياجو برنابيو كرئيس لريال مدريد إلى ان تستقر الامور وذلك في تاريخ 15 سبتمبر من عام 1943 ومنذ يومها وحتى يوم وفاته بقي سانتياجو برنابيو رئيس لريال مدريد.
عندما تولى سانتياجو برنابيو الرئاسة كان يوجد عنده عدة أسس أراد تحقيقها للحصول على نادي عظيم وهي كما يلي :
1ـ سعى بداية سانتياغو برنابيو إلى تكوين ادارة تنظيمية مميزة للفريق، وتميز سانتياجو بهذا وكانت ادارته افضل ادارة في اوروبا كما انه تمكن من عمل تقسيمات للفريق وتطويرها كفريق لكرة السلة وكرة اليد وغيره من الاقسام.
2ـ سعى سانتياجو برنابيو إلى استعادة التراث المفقود في المرحلة التالية لما بعد الحرب الأهلية فكانت اولى خطواته في ذلك هو تأسيس ملعب جديد للفريق عُـرف باسم التشيمارتيين الجديد والذي سمي فيما بعد باسم ملعب السنتياجو برنابيو نسبة إلى مؤسسه.
3ـ سعى سانتياجو على مستوى الرياضة إلى استعادة الالقاب والعودة لمنصات التتويج وعمل لتحقيق ذلك على جلب اللاعبين المميزين في مختلف انحاء العالم فبدأهم بالسهر الأشقر مهاجم نادي توليد الارجنتيني " ألفريدو دي ستيفانو " حيث أصرّ الدون سانتياجو على جلبه فقال " اريد ذلك اللاعب " ومن ثم ابدى اصرار كبير لجلبه وفي النهاية تمكن من جلبه، فكانت هذه بداية الخطوة لإنشاء فريق اسطوري مرّ عليه الكثير من النجوم بدأهم الدون سانتياجو بألفريدو دي ستيفانو مروراً بكل من خينتو ، مولوني ، ميجيل مونيز ، كوبا ، خوزيه ، هيكتور ريل ، بوشكاش ، أمانسيو ، بيري ، نيزير ، سانتيلانا، خوانيتو ، ستيليك ، ديل بوسكي ، كماتشو .. إلخ ...
فبدأ سانتياجو برنابيو عمله بشراء أرض لبناء ملعب التشيمارتيين الجديد في عام 1944 ولم تمضي مدة كبيرة حتى بدأت اعمال البناء
وفي تاريخ 14 من شهر ديسمبر لعام 1947 تم افتتاح الملعب رسميا وذلك بمباراة ودية بين ريال مدريد ونادي بيلننسيش البرتغالي وانتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 3ـ1 ، وقد كلف بناء الملعب 37 مليون بيزيتا وهذا كان مبلغ باهظ جدا في ظل الظروف الصعبة التي كانت تعيش فيها اسبانيا وخصوصا نادي ريال مدريد ومع هذا برنابيو أوفى بوعده وقام بتأسيس ملعب الاحلام.
وبهذا كان قد حصل ريال مدريد اخيرا على ملعب خاص به وبهذا وفر سانتياجو برنابيو أهم خطوة لحصول الفريق على الانسجام والاستقرار، فكانت هذه الخطوة الأولية للصعود على درجات السلم، ومن ثم أكمل سانتياجو برنابيو مشواره لبناء فريق عظيم كما كان يأمل فبدأ بتأسيس فريق قوي حيث بدأ بجلب اللاعبين القادرين على خدمة الفريق فكان على رأسهم كيبينج والذي أضفى على الفريق تميز كبير في الاداء، كما قام سانتياجو بضم لاعبين كبار للفريق أمثال اللاعب باهيينو وألفريدو دي ستيفانو وهيكتور ريل ومالاوني وبوشكاش وميغيل مونوز أحد كبار اساطير ريال مدريد وبهذا سانتياجو كان يحقق ثاني اهم امر للحصول على الفريق الذي اراد وذلك بتكوين فريق متكامل بوجود لاعبين كبار.
فترة الخمسينات كانت فترة ذهبية لريال مدريد في عهد سانتياجو برنابيو حيث انه فعليا كان قد اسس فريق لا يقهر وكان الريال في طريقه لجلب البطولات للفريق بعد ان غابت عنه سنين، لقد كان تخطيط سنتياجو برنابيو هو أن يصنع للفريق اسم من جديد بعدة اعمال بخلاف انشاء ملعب جديد وجلب لاعبين جدد وذلك كالحفلات التي كان يقوم بها باسم نادي ريال مدريد بمختلف المناسبات كمناسبة مرور 50 عام على إنشاء النادي حيث انه في يومها قام سانتياجو برنابيو بعمل حفلة كبيرة جدا كلفته 20 مليون بيزيتا ولقد كان مهرجان كبير بالفعل شهد اهتمام كبير من طرف الجميع.
وكنوع من تقوية الفريق وتطويره في خضم مشروع سانتياجو للحصول على فريق تاريخي، قام سانتياجو برنابيو بإجراء تعديلات على الملعب وذلك في عام 1954 حيث أصبح الملعب يتسع لقرابة 125 ألف مشجع وبهذا اصبح ملعب التشيمارتيين الجديد أكبر وأفضل الملاعبفي اوروبا، وبعد كل هذه الاعمال من قبل سانتياجو برنابيو أتى وقت الحصاد للفريق، فبدأ الفريق بتحقيق الارقام والاحصائيات الاسطورية فحقق بطولات 5 متتالية في أول 5 نسخ من بطولة دوري أبطال اوروبا
( صورة عندما تسلم لاعبوا الريال كأس بطولة دوري أبطال اوروبا عام 1957 )
وكنتيجة طبيعية لمجهودات سانتياجو برنابيو والتي قدمها للفريق وخصوصا في موضوع الملعب فقد اجمع اعضاء إدارة الفريق بتغيير اسم الملعب إلى ملعب " سانتياجو برنابيو " كأقل تقدير من النادي لهذا الشخص العظيم والذي بنى مجد الريال في زمن قصير جدا. كما عاد ريال مدريد في عهد سانتياجو برنابيو لإحراز البطولات المحلية والاقليمية كالدوري المحلي والذي حققه ريال مدريد في عهد سانتياجو برنابيو بعد غياب ما يزيد على عشرين عاما وكأس الملك واصبح يحقق الالقاب بالجملة كتحقيقه لكأس الدوري المحلي وكأس الملك في بعض الفترات وكتحقيقه لبطولة دوري الأبطال في بعض الفترات بشكل متتابع.
وكنتيجة لكل أعمال الدون سانتياجو برنابيو منذ بداية تعيينه كرئيس لريال مدريد تم الاتفاق على منحه لقب " الرئيس الفخري والتاريخي لريال مدريد" وهكذا واصل سانتياجو مشواره المتألق مع ريال مدريد كرئيس، حيث ان خططه التي وضعها تحققت بالفعل وأتت بثمارها للنادي الملكي وبتطبيق هذا الخطط كان ريال مدريد بارز بشكل كبير على الساحة المحلية ولذلك الدون سانتياجو برنابيو كان يريد أن يصل بفريقه إلى ما هو أفضل من الدوري المحلي، وعليه تقدم الدون فكرة عمل بطولة بين أبطال مختلف الدوريات، الكثيرون اعتبروا هذا جنون وهراء إلا انه لقيت هذه الفكرة دعم الصحفي إكويب غابرييل هانوت والذي اعطة لفكرة الدون تغطية دولية، حيث تم رسميا التوصل إلى اتفاقية بين الدون سانتياغو مع المسؤولين في فندق في العاصمة الفرنسية باريس وبهذا تم رسميا الاتفاق على إقامة هذه البطولة التاريخية حيث حظيت هذه الفكرة ترحيب من إتحاد كرة القدم الاوروبي كما حظيت الفكرة بتأييد الفرق الاوروبية وبهذا بدأت المسابقة في عام 1956 حيث تمكن الريال من الفوز بأول لقب في البطولة، كما حقق فيها ارقام تاريخية أولا بإحراز 5 بطولات متتالية في عهد سانتياجو برنابيو وبشكل عام الريال يعتبر محط الارقام القياسية في تاريخ هذه البطولة بإحراز 9 بطولات.
الدون سانتياجو برنابيو كان له شخصية عظيمة، فقد كان كالأب الروحي للإتحاد الاوروبي على الرغم من ان العلاقات في البداية لم تكن جيدة معهم خصوصا ان ريال مدريد في فترة من الفترات كان يعاني من ظلم التحكيم وخصوصا في دوري أبطال اوروبا لعام 1960 عندما تم إلغاء 4 اهداف صحيحة لريال مريد ولم يحتسب ضربة جزاء صحيحة للريال ووقتها جن جنون سانتياجو لما حصل، كما ان الدون كان رجل محبوب ومشهور كثيرا في اسبانيا حيث ان شعبيته في اسبانيا كانت كبيرة جدا، ولكن وعلى الرغم من كل هذا الجاه إلا ان الدون استمر في خدمة ريال مدريد، وكان الدون يتاقضى مبلغ من ريال مدريد مقابل عمله حيث كان ياخذ منه جزء صغير بينما كان يعطي الباقي لمن يعملون معه كالصحفيين الذين كانوا مرآة للدون سانتياجو برنابيو.
إن شخصية الدون سانتياجو برنابيو هي التي اكسبته كل هذه الشهرة، فالتاريخ يروي لنا عن شخص رئيس لنادي هو الافضل في العالم في ذلك الوقت ومع هذا كان متواضع جدا، بل إنه كان يحضر الاستقبالات المختلفة ببدلته العادية ولهذا في احدى المرات قرر المدراء التنفيذيون إهدائه بدلة في يوم عيد ميلاده على الرغم من انه كان يمتلك ثروة كبيرة جدا.
لم تكن طوال هذه الفترة علاقات سانتياجو طيبة مع الحكومة الاسبانية المتمثلة بفرانكو بل كانت العلاقات سيئة جدا مع الحكومة المتمثلة بفرانكو واعوانه فقد كان يرفض سانتياجو برنابيو خلط الرياضة بالسياسة وكان يعتبرها كصعوبة اختلاط الماء بالزيت،، بل إن مشاكله الكثيرة مع السياسيين التابعين لفرانكو أدت إلى تلقيه الكثير من التهديدات بإقالته من منصبه ولكن سانتياجو كان يحظى بشعبية كبيرة،، بل إن سانتياجو في إحدى المرات كاد ان يُـقتل من قبل أحد معاوني فرانكو واسمه ميلان والذي اراد في احدى المرات حضور مباراة لريال مدريد فمنعه سانتياجو من ذلك هو وثلته فقام ميلان بتهديده بالقتل لولا التدخل من قبل السيد مونوز جراند والذي انهى الخلاف.. ولكن ومع كل هذا لم يتأثر سانتياجو برنابيو وساهم بشكل كبير في صنع نادي هو الافضل في تاريخ كرة القدم.
في عهد سانتياجو برنابيو عاش ريال مدريد أفضل حالاته طوال تاريخه، فارقامه القياسية المحلية والاوروبية والعالمية وصلت اصدائها لكل انحاء العالم، ففي عهد الدون سانتياجو برنابيو كان ريال مدريد أول فريق اوروبي يفوز ببطولة أمم اوروبا واول فريق عالمي يفوز ببطولة كأس القارات ، وحتى على الصعيد المحلي حطم الارقام القياسية فكان أكثر الاندية إحرازا للبطولة المحلية، كما انه كان اول فريق اسباني يفوز ب5 بطولات متتالية بالدوري وذلك في مرحلتين منفصلتين وذلك في بداية الستينيات من القرن الماضي وايضا في بداية الثمانينات .
وفي نهاية الامر وبعد عشرات السنين في خدمة ريال مدريد تأكد للأطباء أن الدون يعاني من سرطان في الكبد، حيث نصحوه بأن يرتاح ولكنه أبى وواصل عمله مع ريال مدريد، وعلى الرغم من تكتم الاطباء حول حالته المرضية وذلك بعمل اجراءات وقائية كثيرة له إلا انه بالنهاية قامت الشرطة بنقل الخبر في الصحف في سبق صحفي وبهذا انتشر خبر مرضه بين الناس، ومع هذا تحدى الدون الصعاب واراد توديع الناس وتوديع النادي الذي قضى فيه حياته فخرج في احدى المرات إلى الملعب وألقى التحية على الناس من منصة الملعب الذي يحمل اسمه وقد كان وجهه شاحبا ومتأثرا كثيرا بالمرض، فانصدم الجمهور الذي بلغ عدده 120 ألف بوجود الدون رغم المرض فانفجروا جميعا بالتصفيق والبكاء للرجل الذي رسم البهجة على وجوههم في الوقت الذي كان يواجه فيه الدون سانتياجو صعوبة حتى في الوقوف على قدميه وقد كان المدراء بالكاد يستطيعون إيقاف دموعهم.
ولم تمضي خمسة أيام على هذا الموسم حتى انتشر خبر موت الدون سنتياجو برنابيو وذلك في شهر يونيو من عام 1978 حيث توجه أكثر من 100 ألف شخص إلى بيته وقاموا بعمل موكب له ومن ثم أخذوه للملعب الذي يحمل اسمه لإلقاء النظرة الاخيرة ومن ثم تم دفنه.
وعم خبر موته جميع انحاء العالم حيث خيم عليه الحزن كثيرا، بل إنه في اليوم الافتتاحي لبطولة كأس العالم في تلك السنة تم الوقوف لحظة حداد على وفاته في جميع المباريات وذلك تقديرا للرئيس الأعظم في تاريخ كرة القدم حيث لم يسبق أن ظهر له مثيل من قبل. وبهذا انتهت قصة رجل اسطورة، قضى ما يزيد على 65 عاما وهو في خدمة ريال مدريد كلاعب وكمدرب وكادراي وكرئيس وجعل من ريال مدريد نادي اسطوري، بل جعله أفضل نادي في التاريخ في سجلات الفيفا.
مسيرة الرئيس سانتياجو برنابيو كانت مكللة بالنجاح، فقد تمكن في النهاية من تحقيق إنجاز تاريخي مع ريال مدريد وذلك بتحقيق ألقاب كثيرة كانت سبباً مباشراً ورئيسيا في وصول ريال مدريد حاليا إلى تاريخه العريق الذي تسعى كل الاندية الكبرى في اوروبا ان تصل إليه، وبهذا يتضح ان خطط سانتياجو كلها كانت ناجحة فقد سعى منذ اول يوم لها لبناء فريق عظيم فبدأ بتطبيق الخطط التي كان يسعى لها شيء فشيء حتى تمكن في النهاية من الحصول على متحف تاريخي يحوي عشرات الألقاب وتمكن في النهاية من الحصول على أرقام قياسية مسجلة في السجلات التاريخية لكأس الاتحاد الاوروبي.
تمكن ريال مدريد من احراز 6 بطولات اوروبية وبطولة كأس القارات في عهد سنتياغو برنابيو، كما ان الفريق في عهد سانتياجو برنابيو الرئيس حقق ارقام كبيرة جدا، فقد حقق الفريق 49 هدف في 58 مباراة وهذا رقم كبير جداً. وهكذا انتهت حياة سانتياجو برنابيو بحصيلة رائعة جدا مع ريال مدريد، حيث انه بنى وحصل على فريق أسطوري مرّ عليه أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، وحطم مع الفريق انجازات عظيمة لم يفعلها رئيس سواه في مختلف الاندية،،
وبهذا مات سانتياجو برنابيو بعد ان حصل مع نادي ريال مدريد لكرة القدم 16 لقب في الدوري الاسباني بالإضافة لـ 6 ألقاب في دوري أبطال اوروبا وايضا 6 ألقاب في كأس اسبانيا وكأس العالم للاندية وايضا هذا بخلاف ألقاب كثيرة جدا في مختلف المسابقات المتعددة،، وهذا أيضا بخلاف ما حققه مع نادي ريال مدريد لكرة السلة وذلك بتحقيقه 19 بطولة في كرة السلة و18 لقب في بطولة كأس اسبانيا و6 بطولات في دوري الأبطال الاوروبي وهذا كله بخلاف البطولات الاخرى .
في عهد سانتياجو برنابيو عاش الريال عصر من " الحصريات " فكانت له الاسبقية في عمل العديد من الأمور لصالح الريال والتي افادت الريال كثيرا وتطورت بمرور الزمن، فمما يمكن ذكره هو ما حصل في عام 1963 عندما تم افتتاح مجمع " Ciudad Deportiva " ، وهو مجمع رياضي بهدف حماية النجوم الواعدين وتنشئتهم ليكونوا مستقبل ريال مدريد .
أيضا ريال مدريد في عهد الدون سانتياجو برنابيو كان أول فريق إسباني يضع الأرقام على قمصانه، ففي الـ تشرين الثاني / نوفمبر 1947 في مبارة ضد أتلتيكو مدريد على ملعب ميتروبوليتانو وضع لأول مرة في اسبانيا الارقام على قمصانه وذلك على أعقاب فكـرة بابلو هرنانديز كورونادو . أعجب الإتحـاد الإسباني بالفكرة وقرر في سنة 1948 بأنه يجب على كل فريق وضع أرقاماً على قمصانهم بين 2-11 . مرة أخرى كان ريال مدريد ملهم الكرة الإسبـانية .
أيضا في 18 اذار / مارس 1957 أصبح ريال مدريد يمتلك أقوى نظام إضاءه لملعبه في العالم، حيث قام النـادي بتجديد نظـام الإضائة الصناعية الموجودة في استاد سانتياجو برنابيو وكانت أول مبـارة تلعب بوجود نظام الإضائة الجديد أمام الفريق البرازيلي " ريسيفي " . 480 مصباح أعطـوا شدة إضائة تعادل 1500 لوكس وهو أقوى نظـام أضائي في العالم , متفوقاً على ملعب الأمراء في باريس " 130 " لوكس , وملعب ويمبلي القديم " 140 لوكس " وملعب برشـلونة لاس كورتـس " 350 لوكس " . 70 ألف متفـرج رأوا كيف هـزم ريال مدريد فريق ريسيفي بنتيجة 5-3 بوجود نظـام الأضـائة الجديد .
أيضا كان ريال مدريد من الروائد في فكرة عمل مدينة رياضية للفريق، ففي عـام 1956 بدأ المهندس اسيمبي بإنشاء أول مدينة رياضية لريـال مدريد . المدينة افتتحت رسمياً بعد سبـع سنوات بفضل نائب رئيس ريال مدريد آنذاك السيد الفارو بوستامانتي الذي قام بتوميـل الفكرة . تم اللإفتتاح في 18 ايار / مايو 1963 حيث تم أقامة مهرجان ريـاضي كبير كجزء من الإفتتاح .
شخصية سانتياجو برنابيو كانت متعددة الجوانب، فبخلاف شخصيته العظيمة كرئيس لريال مدريد فهو ايضا شخص مثقف ومتعلمة فهو كان يحب اللغات ويحب المطالعة، وهذه الامور جعلته لأن يقوم بعدة امور افادت الفريق وجمهوره كثيرا، ففي عام 1950 مثلا قرر عمل منشورات ( او بالاحرى مجلة ) عن ريال مدريد حيث كانت تحتوي على العديد من المعلومات عن ريال مدريد فكانت هذه الفكرة مهمة لتكون صلة بين الفريق والجمهور، وكانت من اقوال سانتياجو المنشورة على غلاف هذه المنشورات ما يلي...
" أتمنى الكثير من النجاح لموظفي نشرة المدريديستا .. مجموعة نصائح بسيطة من رجل عجوز : عامل أصدقائك بطريقة جيدة لكن،
عامل أعدائك بطريقة أفضل .. عناق كبير إلى كل المدريديستا " وبهذا يتضح كيف ان الدون سانتياجو كان دائما يتعامل وكأنه اب للجميع، كمرشد للجمهور وكأب للفريق وكعامل رائع في الفريق،
وأيضا عُـرف سانتياجو برنابيو بحزمه الكبير وخصوصا في المواقف الصعبة، فقد بدأها بعد توليه للرئاسة في ريال مدريد فورا فعندما تولى الرئاسة أول ما قرره هو انشاء ملعب جديد للفريق، في ذلك الوقت اعتقده البعض مجنونا نظرا للاحوال الاقتصادية الصعبة بالاضافة إلى ان عمل ذلك كان عبارة عن حلم للجميع منذ زمن، ولكن برنابيو وقتها اتخذ موقفا حزما وقال " نحن نحتاج إلى ملعب عظيم وسنحقق هذا " وبإصرار سانتياجو برنابيو تحقق هذا الحلم.
أيضا تمثل هذا الحزم كسبب رئيسي في إبرام العديد من الصفقات المهمة لريال مدريد مع أبرز اللاعبين كدي ستيفانو والذي كان هنالك العديد من الاندية التي تريد التعاقد معه وابرزها برشلونة ولكن الريال استغل تواجد دي ستيفانو في مدريد بمناسبة مرور 50 عامم على تأسياس الريال للتوقيع معه رسميا بعد إصرار كبير من دي ستيفانو للتعاقد معه وبهذا شهد هجوم الريال نقلة نوعية بتواجد هذا الاسطورة،
كما شهد نقلة نوعية بالتعاقد مع المهاجم الرائع أمانسيو والذي كان انتقاله لريال مدريد صعب للغاية من ديبورتيفو، حيث ان الريال كان قد رصد 10 مليون جنيه للتعاقد مع امانسيو، وفي احدى المرات اتصل المفاوض المدريدي مع سانتياغو بيرنابيو رئيس النادي عندما كان في إجازته سانتا باولو وقال ان العملية قد توقفت وقد طلب منه الرئيس المحاولة من جديد ولكن مع الاستمرار في المفاوضات الوضع لم يتغير ولكن سانتياغو بيرنابيو أصرّ على الصفقة وقال " أمانسيو سوف يلعب لـ ريال مدريد ، أنتهى " وبالفعل كان له ما اراد في النهاية.
ما قدمه سانتياجو برنابيو لكرة القدم الاسبانية او حتى الاوروبية كان شيئا عظيما من هذا الرجل الاسطورة لهذا كان امرا طبيعيا ان يلقى سانتياجو برنابيو التقدير الكبير وخصوصا من اسبانية نظرا لما قدمه هذا الشخص من امور كثيرة ساهمت في تطوير الكرة الاسبانية، ولهذا تم تكريم الدون في العديد من المناسبات ففي مارس 1978 حصل على الميدالية الذهبية الملكية والإتحاد الأسباني من قبل رئيس الإتحاد أنذاك باول بورتا ، في أبريل من عام 1978 قبل نهائي الكوبا ديل ري التي لعبت في ملعب سانتياغو بيرنابيو ، برشلونة ويونيون ديبورتيفو لاس بالماس ، حصل سانتياغو بيرنابيو على الميدالية الذهبية الميرتا ديبورتيفو من قبل الرئيس خوان كارلوس ، ومن ثم سلم وزير الثقافة بيو كابلايناس سلم سانتياغو بيرنابيو وسام الجدارة الرياضية الذهبية بالاضافة منح شخصية سانتياجو برنابيو وسام الاستحقاق من الاتحاد الدولي لكرة القدم وذلك في عام 2002 تقديرا لجهوده العظيمة..
واليوم يصل ريال مدريد لقمة الهرم وذلك بفضل مجهودات سانتياجو برنابيو والتي قدمها في الوقت الذي كان فيه ريال مدريد بحاجة لشخص قوي قادر على مساعدة الفريق، فبدأها سانتياجو ببناء الملعب التاريخي الاول من نوعه في المنقطة " التشيمارتيين " واما النهاية فتبدو بعيدة إلى ان يرث الله الارض وما عليها، فالريال منذ بداية تاريخه الحديث بتولي سانتياجو برنابيو الرئاسة في بداية الاربعينات من القرن الماضي ولغاية اليوم ما يزال يتميز ويتربع على عرش كرة القدم.
فمنذ رحيل سانتياجو برنابيو عن الريال ولغاية اليوم الفريق مستمر في مشوار جلب البطولات، حيث انه حقق ما يزيد على 30 بطولة حيث حقق الريال 12 لقب في الدوري المحلي و4 بطولات في كأس الملك و3 بطولات في دوري الأبطال ولقبين في كأس العالم للاندية ولقبين في كأس الاتحاد الاوروبي ولقب في كأس السوبر الاوروبي و7 ألقاب في كأس السوبر الإسبانية وغيرها من الالقاب.
كما ان ريال مدريد يصل اليوم وهو لديه جوهرة أخى من جواهر سانتياجو برنابيو وهو الملعب التاريخي " سانتياجو برنابيو " والذي تم تسميته على اسم الرئيس التاريخي سانتياجو برنابيو نظرا لمجهوداته التي قدمها للريال وباعتباره ايضا باني هذا الصرح العظيم بإصرار كبير منه رغم الظروف الصعبة التي كان يعاني منها الريال على اعقاب الحرب الاهلية في اسبانيا.
واليوم يعتبر هذا الملعب واحد من أفضل الملاعب في العالم كلها نظرا لما يتميز به سواء من تنظيم او جمال حيث انه اخيرا تم اعتباره ملعب خمس نجوم وبهذا دخل قائمة أميز الملاعب العالمية بل إنه يعتبر متحف لكل من يزور العاصمة مدريد باعتباره سبب كبير في السياحة على مدريد، كيف ولا وهو من أبرز معالم النادي التاريخي ريال مدريد.
كانت من أقوال سانتياجو برنابيو هو هل ان ريال مدريد سيصل لعام 2002 ..!!
في عام 1977 و خلال الذكرى الـ 75 لـ تأسيس النادي قال سانتياغو برنابيو" حتى سنة 2002 ... لا أذكر الإحتفال الفضي لـ ذكرى تأسيس النادي لكنني أتذكر في عام 1952 حين كان موعد الإحتفال لـ الذكرى الخمسين لـ تأسيس النادي كانت هناك المباريات و الأحداث و أعتقد أننا حققنا نجاحا كبيرا سواء على الساحة الرياضية أو على الساحة الشخصية ، أتذكر ملايين المباريات و كـ أنها جرت البارحة ، أتذكر مباراتنا مع الكولومبيين حين قال لي مدربهم أنت جيد و في تلك المباراة تقدموا علينا 4-0 و شاهدت حينها دي ستيفانو يجري بـ سرعة مسافة 60 متر حتى يلحق بـ الكرة و قلت لـ الرئيس النادي ألفونسو لكنه قال لي أنه لا يستطيع جلبه الآن و خسرنا اللقاء 4-2 ، أنا الآن في الذكرى الـ 75 لـ تأسيس النادي و لكن بـ سبب سني لن أصل إلى الـ 100 عام و قد يكون هذا صعبا و لا أستطيع أن أنهي كلامي بدون شكر جميع المدراء و الموظفين و الأعضاء لـ مشاركتهم "
وها هو ريال مدريد يتخطى 2002 ويصل لعام 2008 بمرور أكثر من قرن على تأسيسه وبعد ان شهد نقلة نوعية في عهد الاسطورة سانتياجو برنابيو، وبهذا تحقق حلم برنابيو بالوصول لعام 2002 ولكن ما أجمل ان يصبح الحلم حقيقة ويصبح الحقيقة ولا أجمل الاحلام، ربما سانتياجو برنابيو عندما كان يخدم الريال تلك الخدمات الجليلة لم يكن يتوقع ان يصل ريال مدريد لما وصل إليه حاليا ولكنه على الاقل كان يريده ان يكون الافضل عالميا وهذا ما حصل عليه، اليوم يصل ريال مدريد لعام 2008 وهو حائز على لقب نادي القرن ولقب أفضل نادي في التاريخ وهو لقب منحته الفيفا للريال، ايضا يصل لهذا العام وهو سيّد البطولات الاوروبية بـ 9 ألقاب وسيّد البطولة المحلية بـ 30 دوري والقادم أعظم.
فشكراً سانتياجو برنابيو على ما قدمته للريال رغم ان الشكر انتقاص من كيفية شكرك لمعروفك لريال مدريد.
وكنوع من الشكر والتقدير له من قبل نادي ريال مدريد تم عمل مسابقة بدأت منذ بضعة سنين باسم بطولة " سانتياجو برنابيو " وفي كل مرة كان يتم فيها لعب المباراة بين ريال مدريد ونادي مختلف وفي النهاية يتم تكريم الفائز بالبطولة بكأس " سانتياجو برنابيو " تكريما للاسطورة التاريخية التي لن تتكرر بوفائها وما قدمته لريال مدريد.
